السؤال : إذا أردت أن أعمل بعمل يقتضي مني حلق اللحية، فماذا أعمل؟[1] الجواب :
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((إنما الطاعة في
المعروف))[2]. ويقول عليه الصلاة والسلام: ((لا طاعة لمخلوق في معصية
الخالق))[3].
فعليك أن تتقي الله، وأن لا توافق على هذا الشرط، وأبواب الرزق كثيرة بحمد
الله وليست مغلقة، بل مفتوحة، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَمَن يَتَّقِ
اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}[4].
وأي عمل يشترط فيه معصية الله فلا توافق عليه - سواء كان هذا العمل في
الجندية أو في غير ذلك من الأعمال - فاترك ذلك العمل، والتمس عملاً آخر
بما أباحه الله عز وجل ولا تتعاون على الإثم والعدوان؛ لأن الله يقول:
{وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى
الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[5]، نتمنى لك ولنا التوفيق بإذن الله.
والواجب على ولاة الأمور وعلى جميع المسئولين في الدول الإسلامية، أن
يتقوا الله، وأن لا يلزموا الناس بما حرم الله عليهم، وأن يحكموا شريعة
الله في كل ما يأتونه ويأمرون به؛ لأن الله يقول سبحانه: {فَلاَ وَرَبِّكَ
لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ
يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ
تَسْلِيمًا}[6]، ويقول الله سبحانه وتعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ
يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}[7].
ويقول جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ
وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ
فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ
بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[8].
فالواجب طاعة الله ورسوله، وما أشكل من أمور الناس يرد إلى الله ورسوله،
فما ذكر الله في كتابه الكريم أو ما في السنة المطهرة عن الرسول صلى الله
عليه وسلم وجب الأخذ به وتنفيذه.
هذا هو الواجب على المسئولين في مسألة اللحى، وفي مسألة الربا، وفي مسألة
الحكم بين الناس، وفي جميع الأمور؛ عليهم أن يحكموا شرع الله، وذلك –
والله – هو طريق عزهم، وطريق نجاتهم، وهو طريق سلامتهم في الدنيا والآخرة،
ولن يبلغوا العز الكامل ورضاء الله التام، إلا بطاعته سبحانه وتعالى
واتباع شريعته. نسأل الله لنا ولهم التوفيق لما يرضيه.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] نشر في كتاب (فتاوى إسلامية)، من جمع الشيخ / محمد المسند، ج4، ص: 320.
[2] رواه البخاري في (الأحكام)، باب (السمع والطاعة للإمام ما لم تكن
معصية)، برقم: 7145، ومسلم في (الإمارة)، باب (وجوب طاعة الأمراء في غير
معصية)، برقم: 1840.
[3] رواه الإمام أحمد في (مسند العشرة المبشرين بالجنة)، بلفظ: (لا طاعة
لمخلوق في معصية الله عز وجل)، في (مسند علي بن أبي طالب)، برقم: 1098،
وذكره ابن أبي شيبة في مصنفه في (الجهاد)، باب (في إمام السرية يأمرهم
بالمعصية)، برقم: 29452، وفي (مسند الشهاب)، برقم: 872، ج2، ص: 55.
[4] سورة الطلاق، الآية 2.
[5] سورة المائدة، الآية 2.
[6] سورة النساء، الآية 65.
[7] سورة المائدة، الآية 50.
[8] سورة النساء، الآية 59.
المصدر :
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع عشر
السؤال : ما مدى صحة الأحاديث التي وردت في صبغ اللحية بالسواد؟ فقد انتشر صبغ اللحية بالسواد عند كثير ممن ينتسبون إلى العلم ؟الجواب :
في هذا الباب أحاديث صحيحة كثيرة من أشهرها حديث جاء في قصة والد الصديق
رضي الله عنه رواة مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما رأى رأس والد الصديق ولحيته
كالثغامة بياضا : ((غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد)) وفي رواية : ((
وجنبوه السواد )) وحديث ابن عباس رواه أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح
عن ابن عباس رضي الله عنهما إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((سيكون في
آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة))
وهذا وعيد شديد ، وفي ذلك أحاديث أخرى كلها تدل على تحريم الخضاب بالسواد
وعلى شرعية الخضاب بغيره .
المصدر :
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع
السؤال : ما حكم الصـلاة خلف العاصي كحالق اللحية وشـارب الدخـان ؟ الجواب :
اختلف العلماء في هذه المسألة ، فذهب بعضهم إلى عدم صحة الصلاة خلف العاصي
لضعف إيمانه وأمانته ، وذهب جمع كبير من أهل العلم إلى صحتها ، ولكن لا
ينبغي لولاة الأمر أن يجعلوا العصاة أئمة للناس مع وجود غيرهم وهذا هو
الصواب؛ لأنه مسلم يعلم أن الصلاة واجبة عليه ويؤديها على هذا الأساس فصحت
صلاة من خلفه ، والحجة في ذلك ما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال في الصلاة خلف الأمراء الفسقة : ((يصلون لكم فإن أحسنوا
فلكم ولهم وإن أساءوا فلكم وعليهم)) وجاء عنه عليه الصلاة والسلام أحاديث
أخرى ترشد إلى هذا المعنى ، وصلى بعض الصحابة خلف الحجاج وهو من أفسق
الناس ، ولأن الجماعة مطلوبة في الصلاة فينبغي للمؤمن أن يحرص عليها وأن
يحافظ عليها ولو كان الإمام فاسقا ، لكن إذا أمكنه أن يصلي خلف إمام عدل
فهو أولى وأفضل وأحوط للدين .
المصدر :
سبق نشره في ج ( 6 ) ص ( 400 ) من هذا المجموع - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الثاني عشر
السؤال : هل الشعر في الحلق من اللحية؟ الجواب :
اللحية مثل ما قال صاحب القاموس وصاحب اللسان وغيرهم ما نبت على الخدين والذقن.
المصدر :
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد التاسع والعشرون
السؤال : ما حكم حلق اللحية، وحكم حلق العارضين وترك اللحية والشارب؟ الجواب :
حلق اللحية لا تجوز؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:
((قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين))[1] خرجه مسلم في صحيحه.
واللحية هي ما نبت على الخدين والذقن كما أوضح ذلك صاحب القاموس، فالواجب
ترك الشعر النابت على الخدين والذقن وعدم حلقه أو قصه. أصلح الله حال
المسلمين جميعاً.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] أخرجه البخاري في كتاب اللباس، باب تقليم الأظفار برقم 5892 ومسلم في كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة برقم 259.
من سحاب الخير نقلته لكم وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح.....http://66.199.231.250/forums/showthread.php?t=349836