عماد بن زكلاب بن محمد حياه الله
عدد المساهمات : 33 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 30/12/2007
| موضوع: (فائدة ختم الأعمال الصالحة بالإستغفار) الأربعاء يناير 23, 2008 5:45 pm | |
| (فائدة ختم الأعمال الصالحة بالإستغفار) لقد كان من هديه-صلى الله عليه وسلم- أنه يختم أعماله الصالحة بالإستغفار مثل ما ورد في صحيح مسلم-رحمه الله-(591) (( أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً)). ولهذا الفعل ثمار طيبة وفوائد كثيرة منها أنها تجبر وتكمل العمل أن طرأ عليه نقص أو خلل وتقربه من القبول. لهذا قال شيخ الأسلام في(مجموع الفتاوى)(11\696)مبيناً ثمار هذه الفائدة فقال أن: ((الاستغفار يخرج العبد من الفعل المكروه إلى الفعل المحبوب، من العمل الناقص إلى العمل التام، ويرفع العبدُ من المقام الأدنى إلى الأعلى منه والأكمل، فإن العابد لله والعارف بالله في كل يوم، بل في كل ساعة، بل في كل لحظة يزداد علماً بالله وبصيرةً في دينه وعبوديته بحيث يجد ذلك في طعامه وشرابه ونومه ويقظته وقوله وفعله. ويرى تقصيره في حضور قلبه في المقامات العالية وإعطائها حقها. فهو يحتاج إلى الاستغفار آناء الليل وأطراف النهار، بل هو مضطر إليه دائما في الأقوال والأحوال، في الغوائب والمشاهد، لما فيه من المصالح وجلب الخيرات ودفع المضرات، وطلب الزيادة في القوة في الأعمال القلبية والبدنية اليقينية الإيمانية )). وكذلك جاء أمر الله تعالى لعباده الصالحين الملبين المتلبسين بعبادة الحج أن يكثروا من استغفاره عز وجل بعد أتمام مناسكهم ليغفر لهم ما وقع منهم من تقصير في هذه العبادة الجليلة فيقبلها الله تعالى مشفوعة بالاستغفار فقال جل جلاله: { ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة199 قال العلامة السعدي-رحمه الله-في تفسيره: (( { ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} أي: ثم أفيضوا من مزدلفة, من حيث أفاض الناس, من لدن إبراهيم عليه السلام إلى الآن. والمقصود من هذه الإفاضة, كان معروفا عندهم, وهو : رمي الجمار, وذبح الهدايا, والطواف, والسعي, والمبيت بـمنى ليالي التشريق وتكميل باقي المناسك ولما كانت هذه الإفاضة, يقصد بها ما ذكر, والمذكورات آخر المناسك, أمر تعالى عند الفراغ منها, باستغفاره والإكثار من ذكره. فالاستغفار: للخلل الواقع من العبد, في أداء عبادته وتقصيره فيها. وذكر الله, شكر الله على إنعامه عليه بالتوفيق لهذه العبادة العظيمة والمنة الجسيمة. وهكذا ينبغي للعبد, كلما فرغ من عبادة, أن يستغفر الله عن التقصير, ويشكره على التوفيق, لا كمن يرى أنه قد أكمل العبادة, ومََنَ بها على ربه, وجعلت له محلا ومنزلة رفيعة, فهذا حقيق بالمقت, ورد الفعل. كما أن الأول, حقيق بالقبول والتوفيق لأعمال أخر )). اذاً ختم العمل الصالح بالأستغفار له أهمية بالغة وكبيرة، لهذا جاء الأمر من الرب الرحيم به لننال فائدة وثواب وأجر العمل الصالح التام المقبول عند الله تعالى. أخوكم المحب:عماد بن زكلاب بن محمد الحديدي | |
|